call us now

(+964) 751-4413372

هل أفشل أهل الجزيرة مشروع أردوغان والإخوان لإيجاد عداء عربي كردي؟

2020-01-04

باز بكاري:

ما انفكّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، منذ صعوده بداية العقد الماضي وحتى يومنا هذا، عن تقديم نفسه إلى العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة، على أنه المهدي المنتظر والمخلّصُ إياهم من التيه الذي هم فيه، حسب أدبيات الحزب وخطابات رئيسه وآلته الإعلامية. ولتتم للرئيس التركي أهدافه، كان لا بد من مطية أو حصان طروادة من لدن العرب أنفسهم، وبما أن أردوغان جاء ووصل إلى سدّة الحكم من خلفية إسلامية، وعقيدة مطابقة لعقيدة تنظيم الإخوان الإرهابي، فكان من البديهي أن يكون حصان طروادة أردوغان للعالم العربي، هم جماعة الإخوان المسلمين بكل تفرعاتهم في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ولنكون منصفين فقد نجح بالفعل أردوغان وجماعة الإخوان في استقطاب البسطاء وأبناء الطبقات المسحوقة؛ ليصبحوا قاعدة شعبية تتقبل خطابات أردوغان وتهريجه، فيما يخص عداوته المزيفة لإسرائيل، التي استعملها كترياق يُسقى للمتأثرين به في العالم العربي.

هل أردوغان فعلاً عدو لإسرائيل؟

تفنيد كذبة الرئيس التركي في معاداته إسرائيل أمر سهل، فحسب آخر الأرقام والإحصاءات بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل قرابة (4) مليار دولار سنوياً، وزاد الحجم ذاك، في عهد أردوغان العدو اللدود المفترض لإسرائيل، (14) %. إذاً، أردوغان يبيعهم الكلامَ؛ الفلسطينيين والعربَ الذين يستهدفهم تنظيم الإخوان المسلمين، ليقدم وليّ أمره أردوغان على أنه "أسد السنّة" الذي يذود عنهم.

 

في سوريا كان الهدف إيجاد عداوة كردية – عربية
في المقلب السوري، وجد الرئيس التركي وحزبه ضالتهم في قضية أخرى، بناها على ما أسس له النظام السوري طوال أكثر من أربعين عاماً من حكم حزب البعث العربي الاشتراكي، ألا وهي قضية خلق حساسية بين الكرد والعرب، عبر خطوات عدة؛ في ترسيخ  فكرة عند العرب بأن للكرد خطراً وجودياً على العرب؛ يهدفون إلى تهجيرهم من قراهم ومدنهم، بالإضافة إلى إظهار الكرد، بكل تنظيماتهم السياسية والعسكرية، على أنهم ليسوا سوى جماعات انفصالية، يودون ضرب وحدة البلاد، وإنشاء كيان خاص بهم مستقل عن سوريا، وهذه التهمة تحديداً هي ذاتها التي كان يوجهها النظام إلى المناضلين الكرد أثناء اعتقالهم.
كما لجأ أيضاً إلى استخدام الإخوان ضمن تشكيلات المعارضة السورية، ليزيدوا بمواقفهم العنصرية تجاه الكرد التخوف الكردي من مستقبلهم في سوريا بعد البعث، والتجأ معها إلى استقطاب جماعات يسارية معروفة بعنصريتها تجاه الكرد، ودعمها ضمن أطر المعارضة. 

 

استخدام جماعات مسلحة تابعة للإخوان هدفها المدن الكردية 
على الصعيد العسكري استخدم الرئيس التركي الجماعات الجهادية المتطرفة والمرتبطة بالإخوان المسلمين، لإيجاد شرخ بين العرب والكرد،عبر دفعه بهذه التنظيمات لضرب المدن الكردية، وذلك منذ بداية تسليح الثورة السورية.
والبداية كانت في مدينة سري كانيه "رأس العين" حين وجه العصابات المرتبطة به من تنظيم القاعدة، والتي عرفت في سوريا باسم جبهة النصرة، وبعض الفصائل التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، إلى الهجوم على تلك المدينة ذات الغالبية الكردية، ورفع المهاجمون شعارات عنصرية بحق الكرد، وتم في اليوم الأول للهجوم إهانة العلم الكردي الذي يعدُّ رمزاً مقدساً بالنسبة للكرد في سوريا والعالم أجمع.
ومن ثم وجه حلفاءه في داعش ليهاجموا مدينة كوباني "عين العرب" ذات الغالبية الكردية كذلك، هجومٌ كان مسبوقاً بهجوم آخر لمجموعات مسلحة، ومحسوبة على المعارضة السورية، على قرى ومدن كردية، مثل: تل عرن وتل حاصل.. الكردية.

 

استخدام الآلة الإعلامية 
لم يكتف الرئيس بالعمل الميداني العسكري، فقد سخر آلته الإعلامية أيضاً لتحقيق مبتغاه، سواء عبر الإعلام التركي أم السوري المحسوب على تركيا والمدعومة من حلفائها من العرب، فبدأت منابرهُ تلك تنشر تقارير تفيد بأن الكرد يهجّرون العرب من منازلهم ويقومون بإعدامات جماعية، وعمليات إحراق وتجريف للقرى العربية بغية إسكان الكرد في قراهم، وهذا ما يفنده الواقع، بكل تأكيد، لكن لم يرق لأردوغان وصحبه أي تواصل كردي/ عربي.
لاحقاً، وبعد أن بدأت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" - قوة مكونة من العرب والكرد والسريان وباقي مكونات المنطقة - عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، وبدأت خلافة داعش، حليفة تركيا، تنهار يوماً بعد آخر، سخّرَ الإعلام التابع لأردوغان ساعات وحلقات وصفحات كاملة من صحفه، لنشر تقارير مضللة حول انتهاكات قوات كردية بحق العرب، في المناطق التي تسيطر عليها. لكن هذه أيضاً لم تنجح مع أردوغان في تأليب سكان المنطقة من العرب على قوات سوريا الديمقراطية بالشكل الذي أراده، برغم وجود جماعات تناغمت مع هذه البروباغندا الإعلامية الإخوانية. بطبيعة الحال، لا يملك أحد الحق في تبرئة "قسد" من انتهاكات قد وقعت، ربما، أثناء العمليات العسكرية، لكن ليس بالشكل الذي تقدمه آلة أردوغان الإعلامية؛ على أنها عمليات تطهير عرقي بحق العرب. لاحقاً، وقبل بدء أردوغان بعمليته الإجرامية الأخيرة التي أسماها نبع الفرات، بدأت آلته الإعلامية بالترويج لكذبة جديدة، هدفها كان واضحاً للمتابعين، وذلك باتهام "قسد" بمساعدة إسرائيل وتقديم مقارَّ عسكرية لها، لتقوم منها بضرب قواعد عسكرية تابعة لحزب الله في العراق، لا بل أضاف إلى ذلك اتهامَ الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بتمويل هذه العمليات، عبر سرد قصص خيالية؛ انطلاقاً من فكرة المؤامرة الكونية على العرب.. وبمساعدة العرب، ليظهر نفسه وحلفاءه على أنهم الحجر الأكبر الذي يصد إسرائيل.

 

صدمة أردوغان أثناء عدوانه الأخير 
راهن الرئيس التركي وحلفاؤه من الإخوان المسلمين على أن يكون هناك استجابة من المكون العربي في المنطقة، سواء بالحسكة أم بالرقة، ليقوموا بتوجيه طعنة إلى "قسد"، أثناء عدوان تركيا الأخير في شمال شرقي سوريا، وبالتحديد في گِري سِبي "تل أبيض" وسري كانيه، وحتى قبل العملية بيوم نشرت مؤسسات إعلامية محسوبة على تركيا تقارير عن وجود المئات من المنشقين العرب في صفوف "قسد" وهروبهم إلى تركيا، وهذه لم تكن في حاجة إلى تفنيد، فالوقائع دحضتها.
لا يخفي أردوغان رغبته في إحياء أمجاد أجداده العثمانيين، وكل تحركاته في ذات الاتجاه، ويسخّر كل طاقاته لنيل هدفه المنشود، ويراهن دوماً على الحساسيات المذهبية والقومية في المنطقة، لكن كانت رسالة مكونات الجزيرة السورية واضحة لأردوغان، من العرب والكرد والسريان والأرمن، فحالة التكاتف والتعاضد بين هذه المكونات ورفضها لتركيا، وقبولها بالإدارة الذاتية الحالية، برغم معارضة الكثيرين لها، وتفضيلهم لها على تركيا والإخوان المسلمين، كانت الرد الذي وصلَ إلى أدروغان. بطبيعة الحال لن يقف أردوغان عند هذا الحد، وما يزال مصرّاً على تفتيت مجتمعات المنطقة ليسهل له السيطرة عليها، وهذا ما يملي واجباً على أهل المنطقة شعوباً ودولاً لفهم مآرب أردوغان والعمل على إفشال مشروعه، والأهم هو التوجه إلى المجتمعات المنسية والبسيطة التي يسهل على أردوغان وحلفائه من الإخوان المسلمين الوصول إليهم والتأثير فيهم.

انهاء الدورة العاشرة من برنامج تمكين النساء – أساسيات الحاسوب والمهارات الحياتية في مكتب قامشلي

أنهى مكتب آسو في القامشلي الدورة العاشرة من برنامج تمكين النساء – أساسيات الحاسوب والمهارات الحياتية بتاريخ 31 آب 2025. استمر التدريب لمدة شهرين، بمشاركة...

Read more
57 منظمة سوريّة تطالب بضمان العودة الآمنة لمهجّري رأس العين/سري كانيه وتل أبيض واسترداد ممتلكاتهم يجب تضمين الانتهاكات التي شهدتها المنطقة ضمن برامج العدالة الانتقالية بما يضمن الإنصاف وجبر الضرر والتعويض وعدم التكرار

رغم التحوّلات الكبرى التي شهدتها سوريا، بما فيها سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأوّل/ديسمبر 2024، وتشكيل الحكومة الانتقالية وعودة قرابة مليوني نازح داخلي إلى...

Read more
سوريا: مدينة القامشلي تشهد انعقاد المنتدى السنوي الثاني من “أصوات من أجل السلام” الحوار الوطني الشامل بين جميع الطوائف والمكونات هو الخطوة الأساسية نحو الانتقال السياسي الحقيقي

في اليوم الدولي للسلام، شاركت “ مركز آسو للاستشارات والدراسات الاستراتيجية (ASO)” إلى جانب مجموعة من المنظمات والجمعيات السورية الأخرى، بعقد “المنتدى السنوي الثاني –...

Read more