

التوازنات الإقليمية والدولية في مسار الأزمة السّورية 2011 - 2019 (تسعة أعوام لم تغيّر سايكس بيكو)
2020-01-12
الكاتب: كمال شاهين.
منذ نهاية الحرب الباردة وحتى بداية العقد الثاني من هذا القرن، بقيت ديناميكيات القوة الإقليمية في الشرق الأوسط مستقرة نسبياً، ولم يحدث فيها تغيير يذكر على خرائط "سايكس ـ بيكو" أو على التوازنات الإقليمية بين العالم العربي وجيرانه، برغم عشرات المناوشات والحروب في المنطقة، كما استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في الهيمنة على فضاء الشرق الأوسط. ومنذ عام 2010 وحتى اليوم، أدت مجموعة من الاضطرابات والثورات والحروب المحلية، في المنطقة، إلى جانب الانسحاب الأميركي الظاهري من إدارة شؤون المنطقة بالتوازي مع ظهور روسيا كقوة منافسة، إلى تغيير جذري في جيوسياسيات الشرق الأوسط الإقليمية بالدرجة الأولى ثم الدولية، وقد مثّلت الأزمة السورية، منذ عام 2011 وحتى اليوم، المختبرَ الرئيسَ لهذه التغيّرات الحاسمة.
تميزت هذه الأزمة بحضور مكثّف للعامل الدولي والإقليمي، منذ اللحظات الأولى لاندلاع الاحتجاجات، وإذا كانت التدخلاتُ الدولية في مسار الاحتجاجات العربية الأخرى، مثل تونس ومصر، قد اقتصرت على التصريحات هنا وهناك، أو التدخلاتُ الدبلوماسية، فإنها في الحالات الأخرى، ليبيا أولاً ثم اليمن فسوريا أخيراً، تميزت بتدخلات تجاوزت كل المستويات الحاكمة للعلاقات الدولية، وتلك التي تتعداها إلى التدخل الصريح في الشؤون الداخلية ودعم طرف على حساب أطراف أخرى، مع الحضور العسكري والاستخباراتي بمستوياته المتعددة.
عقّدت هذه التدخلات الأزمة السورية حدوداً، لم تنفع معها مؤتمرات دولية متعددة، كما لم تنفع معها المناشدات الإنسانية بإيقاف نزيف الدم الممتد على كامل التراب السوري، بالتزامن مع تمدد الأذرع الإقليمية، عسكرياً ولوجستياً وبشرياً، داخل البلاد، وعبثت بكل شيء، مما سنبيّنه في هذه الدراسة التي تتناول ظروف الأزمة منذ العام 2011 حتى الوقت الحالي، ضمن محاور متعددة.
مقولة الورقة الأساسية هي أن التدخل الدولي والإقليمي في الأزمة السورية لم يأت من فراغ جيوسياسي في المنطقة، ناتجٍ عن الانسحاب الأميركي المزعوم منها، خلافاً للكثير مما تتناوله الأبحاث الغربية، بقدر ما جاء نتيجة صراع مشاريع جديدة على/ وفي المنطقة، لخدمة أهداف دولية وإقليمية، قادتْها الولايات المتحدة من جانب، وتركيا وإيران من جانب آخر، ولكل منهما مشروعه الخاص. ساعد على انطلاق تلك الصراعات حالةُ الترهل الإقليمي في النظام العربي ذي السّمة العسكرتارية الأمنية، منذ حقبة الخمسينيات إلى الوقت الحالي، كما حدث في حالة مصر لاحقاً. وتقدم الدراسة شروحات لحالة الحرب السورية من عام 2011 حتى الوقت الحالي، عبر تقديم تفاصيل مدققة عن مسار الصراع وتحولاته، مع تحليل أهداف وقدرات الجهات الإقليمية والدولية ومجريات محاولات إحلال السلام، ومع وصف الكتل الإقليمية والدولية التي ظهرت داخل البلاد، ومع استشراف المرحلة القادمة لجهة النظام السياسي الحالي أو المعارضة، وتأثير العامل الدولي في كل منهما.......
تميزت هذه الأزمة بحضور مكثّف للعامل الدولي والإقليمي، منذ اللحظات الأولى لاندلاع الاحتجاجات، وإذا كانت التدخلاتُ الدولية في مسار الاحتجاجات العربية الأخرى، مثل تونس ومصر، قد اقتصرت على التصريحات هنا وهناك، أو التدخلاتُ الدبلوماسية، فإنها في الحالات الأخرى، ليبيا أولاً ثم اليمن فسوريا أخيراً، تميزت بتدخلات تجاوزت كل المستويات الحاكمة للعلاقات الدولية، وتلك التي تتعداها إلى التدخل الصريح في الشؤون الداخلية ودعم طرف على حساب أطراف أخرى، مع الحضور العسكري والاستخباراتي بمستوياته المتعددة.
عقّدت هذه التدخلات الأزمة السورية حدوداً، لم تنفع معها مؤتمرات دولية متعددة، كما لم تنفع معها المناشدات الإنسانية بإيقاف نزيف الدم الممتد على كامل التراب السوري، بالتزامن مع تمدد الأذرع الإقليمية، عسكرياً ولوجستياً وبشرياً، داخل البلاد، وعبثت بكل شيء، مما سنبيّنه في هذه الدراسة التي تتناول ظروف الأزمة منذ العام 2011 حتى الوقت الحالي، ضمن محاور متعددة.
مقولة الورقة الأساسية هي أن التدخل الدولي والإقليمي في الأزمة السورية لم يأت من فراغ جيوسياسي في المنطقة، ناتجٍ عن الانسحاب الأميركي المزعوم منها، خلافاً للكثير مما تتناوله الأبحاث الغربية، بقدر ما جاء نتيجة صراع مشاريع جديدة على/ وفي المنطقة، لخدمة أهداف دولية وإقليمية، قادتْها الولايات المتحدة من جانب، وتركيا وإيران من جانب آخر، ولكل منهما مشروعه الخاص. ساعد على انطلاق تلك الصراعات حالةُ الترهل الإقليمي في النظام العربي ذي السّمة العسكرتارية الأمنية، منذ حقبة الخمسينيات إلى الوقت الحالي، كما حدث في حالة مصر لاحقاً. وتقدم الدراسة شروحات لحالة الحرب السورية من عام 2011 حتى الوقت الحالي، عبر تقديم تفاصيل مدققة عن مسار الصراع وتحولاته، مع تحليل أهداف وقدرات الجهات الإقليمية والدولية ومجريات محاولات إحلال السلام، ومع وصف الكتل الإقليمية والدولية التي ظهرت داخل البلاد، ومع استشراف المرحلة القادمة لجهة النظام السياسي الحالي أو المعارضة، وتأثير العامل الدولي في كل منهما.......
لتحميل الدراسة كاملا أضغط هنا
Download