call us now

(+964) 751-4413372

(تركيا) بين سندان الأزمة الداخلية ومطرقة الخيارت الصعبة

2020-07-25
فايز حمزة غزيم

أكثر من مائة مليون قتيل؛ تعداد ضحايا الحروب الصغيرة وإرهاب الدولة المنظّم، والذين لم تُدرَج أسماؤهم في الإحصائيات ولم تُكتب على شواهد القبور. هؤلاء توزعوا بين منطقة الشرق الأوسط والأدنى ودول آسيا وكردستان والأدغال الأفريقية، والنظام العالمي الجديد هو الناطق الرسمي باسم حقوق الإنسان، وهؤلاء جزء من فاتورة الاقتصاد الحر في النظام العالمي الجديد، ولم يتم تخزينهم على شبكات الانترنت.

ثُلُثُ الثروة في يد ثلاثمائة من المليار الذهبي، وهذا هو التوزيع الجديد في العالم الجديد، وثلثي البشرية في طريقه للفناء، وهذا ما ترسمه بعض الحكومات الفاشية والدكتاتورية لتنفيذ مخططاتها وتحقيق مصالحها الخاصة.

يقول أحد الصحفيين ويتساءل: "حين خطف الثائر الفنزويلي، كارلوس، قلنا ذهبت البنادق الى المخازن.. وحين جرت محاولات إخماد الانتفاضة الفلسطينية، قلنا ذهبت لغة السلاح الى لغة السلام، وصار على الكوفية أن تتحول الى (برنيطة كسيحة). فهل ما قلناه صحيح، بعدما اشترك النظام العالمي الجديد بمؤسساته وأبحاثه وأجهزة مخابراته في تسليم أبرز ثائر في القرن/ الزعيم الكردي عبد الله اوجلان".

ويضيف الصحفي قائلاً: "جزيرة ايمرالي هي التعبير الأكثر صراحة، وبولند أجاويد، الرئيس التركي في ذلك الحين، الذي بدا كجوكندا /يبتسم حين لا يبتسم/ وهو يعلن اعتقال الزعيم الكردي؛ وكأنه يهرب من غد ليس مثل اليوم؛ أن الذين أشعلوا برد أوربا هم القادمون اليوم لإشعال برودة أنقرة.. وأنّ أكراد اليوم ليسوا بأكراد الأمس. والحقيقة التي طرحها أوجلان أنه: لا رماد تحت الرماد".

القضية لم تعد قضية برسم الشعب الكردي، وإنما اتسعت مساحتُها فوق مساحات الشعوب؛ لتكون أو لا تكون. فالأرض هي كردستان، والإنسان هو الكردي؛ وهم ينزرعون في جبال كردستان وفي القرى الأشد عوزاً , وهؤلاء الذين فرّقتهم الجغرافيا ولعبة الأمم وذهبوا في التاريخ بعيداً حتى كادت الذاكرة أن تُجمِع بأنهم لم ينتقلوا من الجحيم سوى الى جحيم أخرى, والجحيم الأشدّ هولاً ارتبطت دائماً بـ "تركيا" ودون استثناء دول أخرى، غير أن في تركيا ما هو أشد مرارة, فمنذ صعود الأتاتوركية (بعقده) وتركيا تبحث عن إهدار دماء القوميات الأخرى؛ لتقيم دولة التصادم ما بين قومية وأخرى، ولتكون الطورانية هي القومية التي تسلب القوميات الأخرى أبسط حقوقِها، بدءاً من القصيدة والثقافة حتى لقمةِ الخبز.

الدولة التركية، التي زاوجت بين براغماتية النظام العالمي الجديد وتقاليد القبيلة الثأرية، وُضِعتْ في ورطة؛ ففي تركيا يعيش الكرد بالملايين وهؤلاء لم، ولن، يقبلوا بأن يكونوا حطب "الكماليّة"، وبوسعهم أن يأخذوا شكل حطب الثورة الدائمة والمستمرة في وجه تركيا.

وقد باتت تركيا الدولة التي أُسقِطتْ هويّتُها؛ فلم تذهب غرباً عبر تقاليد الأتاتوركية وعقليتها القمعية، ولم تذهب شرقاً عبر عداوتها مع شعوب المنطقة. الحرب ستبقى مكشوفة ما بين الدولة الكمالية وأكرادها، وإدارة المعركة ما زالت بيد "العمال الكردستاني" وهو التنظيم الأكثر علمانية ودراية بشؤون الإدارة والصراع, ومؤسسةٌ احترفت العمل السياسي كما العمل العسكري، وليس مصادفة أن يستطيع هذا الحزب حصد كل هذا الاستقطاب الشعبي العالمي, وهذا دون شك يعزز القناعة بأنه قادر على إدارة حرب الشوارع في تركيا متى أراد ذلك, كما سيعزز حرب الجبال في قنديل؛ بحيث تبقى مطحنة الحرب تعمل, ويبقى الأتراك تحت وطأة الثوار القادرين على إحراق أنفسهم في سبيل قضيتهم.

إن النخبة التركية الحاكمة، ومن ضمنها طبقة العسكرتارية، مشدودة إلى أوربا، ساعيةً إلى أن تكون جزءاً منها، وسواء قوبلت هذه الرغبة بالموافقة أو الرفض فإن ما يهمنا هو أن هذه النخبة برغبتها الانسلاخية عن المنطقة بحضارتها قد تناست أن هناك جزءاً مهمّاً داخل الحدود السياسية لتركيا، يرفض أن ينتسب إلا إلى أرضه التي اندمج فيها منذ القدم، وهو ضرورة تمتد في أحشاء المنطقة.. وثقافته جزء لا يتجزأ من تلك الثقافة، لذلك فلتَسْلَخْ تركيا ما تشاء ولتتوجه الى أوربا، أما الأكراد فباقون ضمن المنطقة وحضارتها. وليعلمِ الجميعُ أنه لا توجد قوة في العالم تستطيع إخماد روح المقاومة لدى شعب يكافح من أجل نيل حقوقه المشروعة.

وعلى الرغم من التحذيرات الصادرة من المجتمع الدولي ومن الجانب الكردي، على حد سواء، وبرغم كل التصرفات الخاطئة للأتراك، فإن غرورها القومي العنصري ومحاولتها إرضاء الشارع اليميني المتطرف والعسكر، يدفع بحكومة أردوغان إلى السير بعكس اتجاه الحوار السلمي؛ من خلال دعمه للإرهاب والفصائل الإرهابية وتدخله في عدة مناطق من الشرق الأوسط.
والجميع يعلم، والحكومة التركية تدرك تماماً أن الحرب لا تؤدي إلا إلى مزيد من الويلات، وأن الحاجة إلى السلام أكبر مما يمكن تصوره، وهي تتحمل بذلك وزر سياساتها الخاطئة واتجاهاتها اللاسلمية.

وفي الأخير، يجب أن تعلم تركيا أن كردستان ليست حديقة للتنزه، وعلى تركيا البحث عن منافذ أخرى لحل مشاكلها الداخلية وإحساسها بالضعف أمام تلك المشاكل وتقلص دورها وفشلها في التخلص من قيوده التي تكبّلها من ملفّ الأرمن، والقضية الكردية، إلى المسألة القبرصية، وانتهاءً بحقوق الإنسان التي تجاوزتها. وعليها حسمُ خياراتها العلمانية وغيرها من الملفات الشائكة والعالقة لديها.

البيان المشترك لشبكات ومؤسسات المجتمع المدني السوري حول التوطين وتعزيز القيادة المحلية مخرجات مؤتمر حلول محلية لتحقيق أثر مستدام

شاركت منصة مؤسسات المجتمع المدني في شمال وشرقي سوريا – NGO Platform في أعمال مؤتمر العمل والتعافي الإنساني من أجل سوريا، الذي جمع أكثر من...

Read more
ختام أعمال مؤتمر العمل والتعافي الإنساني من أجل سوريا

اختُتمت بين 1 و3 ديسمبر أعمال مؤتمر العمل والتعافي الإنساني من أجل سوريا بمشاركة واسعة من المنظمات المحلية والدولية، حيث شاركت منصة مؤسسات المجتمع المدني...

Read more
موقف مشترك حول الحاجة إلى خطاب مدني مسؤول في ضوء بيان “مدنيّة” حول شمال وشرق سوريا

تتعاظم مسؤولية الفاعلين المدنيين اليوم مع ازدياد هشاشة المشهد السوري واستمرار الانقسام المجتمعي. وفي لحظة دقيقة كهذه، يصبح الموقف المدني عنصراً بالغ الأهمية في حماية...

Read more