عمليّات التغيير الديموغرافي في المدن الكردية السورية

2020-10-29
يتطلّبُ الخوض في مسألة التغيير الديموغرافيّ في المناطق الكرديّة السوريّة، الّتي قامت الحكومةُ التركيّة باحتلالِها إلى جانبِ عددٍ من الفصائلِ الإسلاميّة الراديكاليّة، دراستَها وفهمَ عمقِها وتجذِّرِها في التاريخ الحديث والمعاصر لكل من سوريا وتُركيا؛ إذ إنّ عمليّة التغيير الديموغرافيّ الّتي تُنفذُها تُركيا في الوقت الرّاهنِ، ليست إلّا استكمالاً لما بدأه حزبُ البعثِ العربيّ الاشتراكيّ في سوريا، وهو ما نفّذته الحكومة التُركيّة في المُدن الكرديّة في تركيا، خاصةً مُدنَ غربيّ نهرِ الفُرات هناك.

لِغرضِ الدّراسةِ والبحث في جذورِ عمليّة التغيير الديموغرافيّ في المنطقةِ الكُرديّة في سوريا، نحنُ بحاجةٍ إلى الكثير من المعلومات والإحصائيّات الّتي يتعذّر الوصول إليها بشكلٍ دقيق في الوقتِ الحالي؛ لذا، يأتي هذا التقرير كتوطئةٍ أوليّة؛ تُمهّد وتُفسحُ المجال للبدءِ بدراسات بحثيّة مُتكاملة، حول جذورِ التغيير الديموغرافي في المنطقة الكرديّة منذ نشوء الدّولةِ السّوريّة، وحكومةِ الوحدة، وما تقوم به تُركيا بدعمٍ من الفصائلِ الإسلاميّة الراديكاليّة.

ليس الحديثُ عن عمليّة التغيير الديموغرافيّ حدثاً طارئاً في ملفّ القضيّة الكرديّة في سوريا، بالغِ التعقيد والارتباطِ بالمحيط الجغرافي التركيّ والعِراقيّ؛ إذ إنّ ملفّاتٍ لا تزالُ عالقة في هذه المسألة، خاصةً مسألةَ "الحزامِ العربيّ" الّتي ظلّت، حتّى وقتنا الحالي، إحدى أكثر المسائل جدلاً بين الأطرافِ السياسيّة والشعبيّة السّوريّة.

منذ أن تدخّلت تركيا في الملفّ السوريّ، كان جليّاً أنّ وقوفها ضدّ القضيّة الكرديّة وإفشالَها أيَّ مسعى كُرديّ نحو الحقوقِ الكرديّة في سوريا، هو المسألة الأكثر أهميّة بالنسبةِ إليها؛ فمن منظور تركيا يُعتبر حلُّ القضيّة الكرديّة في سوريا تهديداً حقيقيّاً لأمنها القومي، على اعتبارِ أنّ أيّ تفوّق كرديّ فيها يُمكن أن يُعزّز من رغبةِ كرد تركيا في المُطالبةِ بحقوقٍ مُماثلة، كذلك فإنّ المنطقة الحدوديّة الكرديّة في سوريا هي آخر منافذِ تركيا على العالمِ العربيّ "السنّي"، بعد أن تمكّن الكرد في إقليم كردستان العراق من تحقيق الحكم الذاتي وقطع التواصل الجغرافي بين تركيا والعربِ "السُّنّة" في العراق.

لم يبق التدخّل التركيّ دبلوماسيّاً، ورافضاً الحضور السياسيّ الكرديّ في مفاوضاتِ الحلّ السّوري منذ العام 2017؛ فقد تحرّكت تركيا، مذّاك، نحو عمليات عسكريّة مباشرة في العمق السّوريّ، وكان واضحاً أنّ المشروع التركيّ مُتكامل في السّيطرة على مناطق الوجود الكرديّ، وطرد السكّان الكردِ منها، وإسكان مجموعات مقرَّبة من فصائل إسلاميّة راديكاليّة، موالية لها، في سوريا.

منذ ذلك الحين، احتلّت تركيا ثلاث مدن رئيسيّة في المنطقة الكرديّة في سوريا، هي: عفرين - سري كانييه/رأس العين - تل أبيض. وتعمل على توسيع دائرة احتلال المُدن والبلدات الكرديّة، وتنفيذ عمليّة إعادة تأهيل المُجتمع في المنطقة الكرديّة الحدوديّة، وطرد السكّان الكُرد منها وتهجيرهم نحو المناطق الشرقيّة من سوريا، وإبعادهم عن التواصلِ الجغرافيّ مع الكرد في تركيا.

المحتويات:

- المقدّمة
- الملخّص التنفيذيّ
- العمليّات التركيّة العسكريّة لاحتلال المدن الكرديّة
- غصن الزّيتون
- نبع السّلام
- التغيير الديموغرافي في المدن الكرديّة
- عفرين
- سري كانييه/رأس العين
- تل أبيض
- الاستنتاجات والتوصيات
- المراجع

لقراءة التقرير كاملاً يرجى الضغط على تحميل:
Download